الاثنين، 16 مارس 2015

ما هي مهنة الهندسة الصناعية؟ وما الذي يميزها عن باقي المهن الهندسية؟



إذا نظرنا للتعريفات التقليدية للهندسة الصناعية فسنجدها في الأغلب تنص على التالي: " الهندسة الصناعية هي المجال الهندسي الذي يهتم باستخدام الرياضيات والعلوم المختلفة لتصميم وتنفيذ ودراسة وتحليل وتطوير النظم الصناعية المتكاملة التي تحتوي على آلات و معدات ومواد وبشر ومعلومات وطاقة بما يضمن أمثل أداء لهذه النظم". فأن أول ما سيخطر في البال هو : حسناً ولكن ألا يوجد تخصصات ومهن أخرى تهتم بهذه الجوانب؟
فمثلاً، فروع الهندسة التقليدية مثل الهندسة الميكانيكية والكهربائية والمدنية تهتم بدراسة الآلات والمعدات والمواد، والعلوم الاقتصادية والإدارية تهتم كذلك بالاستخدام الأمثل للموارد المالية والبشرية، والعلوم النفسية والاجتماعية تهتم بالجانب البشري . فبماذا تختلف الهندسة الصناعية عن هذه المجالات؟ ما الجديد الذي جاءت به؟
مهنة المهندس الصناعي ظهرت لتعبئة الفجوة بين هذه المجالات المختلفة. فلو نظرنا إلى التخصصات الهندسية المختلفة ( والتي تعتبر علوم تطبيقية) سنجد أنها تهتم بجانب تصميم وعمل الآلات والمعدات دون أن تأخذ في اعتبارها طبيعة البشر الذين سيشغلون هذه المعدات وتكاليف تصنيعها وتشغيلها. وفي الجانب الآخر ( العلوم الإنسانية: اقتصاد، إدارة..الخ) فإنها تهتم بتكاليف تشغيل المعدات والآلات وكيفية استغلالها الاستغلال الأمثل دون معرفة فنية عن كيفية عملها ومما تتكون.
مهنة الهندسة الصناعية ظهرت لتغطي هذه الفجوة بين العلوم الهندسة التطبيقية والعلوم الإنسانية الاقتصادية والاجتماعية.
المهندس الصناعي يتم تدريبه على جميع أساسيات ومهارات الهندسة التقليدية من رياضيات وفيزياء وعلوم مواد وميكانيكا ...الخ، وكذلك يتم تدريسه مجموعة من مفاهيم ومهارات العلوم الإنسانية مثل الاقتصاد والإدارة وعلم النفس ...الخ. ويتم كذلك تزويده بمجموعة من التقنيات والأساليب ( مثل بحوث العمليات و الهندسة البشرية، والاحتمالات والإحصاء التطبيقي وغيرها) التي تساعده على ربط هذه المجالات ببعضها والتعامل معها كوحدة واحدة متكاملة
الشكل التالي ربما يساعد أكثر على توضيح فكرة وأساس الهندسة الصناعية.





المهندس الصناعي يعمل كرابط بين الهندسة (الأمور الفنية) والإدارة (الأمور المالية) ويجمعها مع الجوانب البشرية ... إي كرابط بين مجال الهندسة ومجال الأعمال بصفة عامة.  وبذلك، فإن المهندس الصناعي يمكن اعتباره مهندس ذو خلفية إدارية، أو كمدير ذو خلفية علمية هندسية.
لتوضيح ذلك ...مثلاً إذا حدث عطل في آلة ما فان المهندس الكهربائي أو الميكانيكي سيهتم بكيفية تصليح هذا العطل دون اهتمام بالزمن اللازم لذلك وتكلفة قطع الغيار اللازمة.  وإذا حاول شرح طبيعة العطل وما يحتاجه للإدارة ، فان الإدارة في أغلب الأحوال لن تفهم شئ مما يقوله (بمصطلحاته الهندسية الفنية). وإذا حاولت الإدارة أن تخبر المهندس عما سيكلفه توقف الآلة ومقدار العجز والتأخير في الإنتاج، فانه في أغلب الأحوال لن يستوعب شئ من المصطلحات المالية والاقتصادية المستخدمة. المهندس الصناعي يمكنه فهم طبيعة العطل ( بخلفيته الهندسية يمكنه فهم المصطلحات الهندسية المستخدمة والأجزاء المختلفة للآلة وكيفية عملها) وسيعرف في نفس الوقت ما يترتب على توقف الآلة من مصاريف وعجز في الإنتاج ( بخلفيته الاقتصادية والإدارية).
إذا يمكننا أن نقول أن الهندسة الصناعية ظهرت لتكملة التخصصات الهندسية التقليدية وتغطية الجوانب المهملة فيها وربطها بالجوانب الاقتصادية والإنسانية.  الهندسة الصناعية هي التخصص الوحيد الذي يؤهل حامله لقراءة وفهم التقارير الفنية (كتالوج آلة أو قائمة قطع غيار) وفي نفس الوقت قراءة وفهم التقارير المالية المختلفة ( مثل قائمة دخل أو قائمة مركز مالي) مع القدرة على الربط بينها.  المهندس الصناعي يتم  إعداده بطريقة منهجية علمية لرؤية الصورة العامة والكاملة (الكبيرة) للنظام ككل وربط عناصرها المختلفة ( المواد والمعدات والبشر) بما يضمن أفضل أداء لها. 
ومن أهم ما يميز المهندس الصناعي مجال عمله الواسع وقدرته على الاستمرار والعمل في إي مجال،  فالمجال الواسع للمهارات التي يتقنها تؤهله للعمل في إي مجال صناعي سواء كان إنتاجي أو خدمي؛ من المصانع والمعامل التي تنتج وتصنع مصنوعات ملموسة على شكل منتجات وبضائع إلى الفنادق والمطارات والمستشفيات التي تنتج وتقدم مصنوعات غير ملموسة على شكل خدمات. وفي السنوات الأخيرة توسع التخصص بشكل كبير ليضم المزيد من المهارات والمجالات مثل الإدارة اللوجيستسة، وأساليب الستة سيجما وإدارة الجودة الشاملة، وهندسة النظم الصحية، والتفاعل بين الإنسان والكمبيوتر وخبرة المستخدم وغيرها


هناك تعليقان (2):